ترويض و تهذيب النفس
عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قَالَ :
كَانَ رسُولُ الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و
سلم يقول :
" اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ
، والبُخْلِ والهَرَمِ ، وَعَذابِ القَبْرِ ،
اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّها أنْتَ
خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا ،
اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ؛
وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ ؛
وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجابُ لَهَا " .
رواه مسلم .
قوله ( وزكها ) : أي وطهرها من الذنوب ونقها من العيوب
واجعلها زاكية كاملة في الإيمان.
يقول البوصيري :
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمْه
ينفطمِ
فجاهد النفس والشيطان واعصهما وإن هما محَّضاك النصح
فاتهمِ
انها ملامح وأصول تربوية تتمثّل في ضرورة ترويض وتهذيب
النفس
وتربيتها على الفضائل منذ الصغر وكسر شهوتها ، وفي تشبيه
رائع صوّر لنا
أن النفس كالطفل تماماّ تحتاج إلى ترويض تربويّ
وعناية كاملة منذ الصغر
فالنفس مثل الطفل ، إن تتركه بدون رعاية وتوجيه صحيح ينشأ
فاسداً
فلابدّ من الرعاية والتوجيه والإرشاد وهذه حقيقة تربوية
.
وقال آخر:
ففي قمع أهواء النفوس اعتزازها وفي نيلها ما تشتهي
ذلُّ سرمدِ
فلا تشتغل إلا بما يكسب العلا ولا ترضَ للنفس النفيسة
بالرَّدِي
وقال آخر:
ومَنْ يطعمُ النفسَ ما تشتهي كمن يُطْعِمُ النارَ جزلَ
الحطبْ
وقال آخر:
والنفسُ راغبةٌ إذا رغَّبتها وإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ
تقنع
اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ
وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ
وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ
سَخَطِكَ